ببغداد ابن المظفر الحافظ، وقد كتب إلي وشيخٌ آخر بعد الثمانين، روى عنه جزءاً صغيراً.

وأخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا أبو الحسين الصيرفي، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، أخبرنا أبو الحسن علي بن خفيف الدقاق، حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري من لفظه قال: الحمد لله مفلح الحق وناصره، ومدحض الباطل وماحقه، الذي اختار لنفسه الإسلام ديناً، فأمر به وحاطه وتوكل بحفظه، وضمن إظهاره على الدين كله ولو كره المشركون. ثم اصطفى رسلاً من خلقه ابتعثهم بالدعاء إليه، وأمرهم بالقيام به، والصبر على ما أنابهم من جهلة خلقه، وامتحنهم من المحن بصنوف، وابتلاهم من البلاء بضروب تكريماً لهم غير تذليل، وتشريفاً لهم غير تخسير، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، فكان أرفعهم عنده درجة، أجدهم مضياً لأمره مع شدة المحنة، وأقربهم إليه زلفة أحسنهم نفاذاً لما أرسله به مع عظم البلية، فلم يخل جل ثناؤه أحداً من مكرمي رسله ومقربي أوليائه من محنته في عاجله دون آجله ليستوجب بصبره عليها من ربه من الكرامة ما أعد له، ومن المنزلة ما كتبه له، ثم جعل جل ذكره علماء أمة نبينا صلى الله عليه وسلم من أفضل علماء الأمم التي خلت قبلها فيما كان قسم لهم من المنازل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015