وسمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا المحاسن الروياني قاضي قضاة طبرستان يقول: سمعت أبا نصر البلخي بغزنة يقول: سمعت أبا سليمان الخطابي يقول: سمعت أبا سعيد بن الأعرابي، ونحن نسمع منه هذا الكتاب، يعني كتاب ((السنن)) لأبي داود، وأشار إلى النسخة وهي بين يديه، فقال: لو أن رجلاً لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله، ثم هذا الكتاب لم يحتج معهما إلى شيء من العلم بتةً.
وأخبرنا أبو طاهرٍ، أخبرنا أبو المحاسن، أخبرنا أبو نصر، أخبرنا أبو سلمان، حدثني عبد الله بن محمد المسكي، حدثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود، قال: كنت معه ببغداد، فصلينا المغرب إذ قرع الباب، ففتحه، فإذا خادمٌ يقول: هذا الأمير أبو محمد الموفق يستأذن، فدخلت إلى أبي داود فأخبرته بمكانه، فأذن له فدخل وقعد، ثم أقبل عليه أبو داود فقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟! فقال: خلال ثلاث، قال: وما هي؟! قال: تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطناً ليرحل إليك طلبة العلم من أقطار الأرض، فتعمر بك، فإنها قد خربت وانقطع عنها الناس بما جرى عليها من محن الزنج. فقال: هذه واحدة، هات الثانية. قال: وتروي لأولادي كتاب ((السنن)) ،