ابْن مُوسَى بن جَعْفَر الموسرى الطوسى بطابران قَالَ: أَنا أَبُو الْخَيْر عبد الله بن مَرْزُوق الهروى، أَنا أَبُو الْفضل الطبسى قَالَ: أَنا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الفرسي، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد الْحَافِظ قَالَ: ثَنَا أَبُو عبد الله المخضوب قَالَ: سَمِعت مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ يَقُول يحيى ابْن معِين يَقُول: الْإِسْنَاد النَّازِل ترحة فِي الْوَجْه، والإسناد العالى قرب إِلَى الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأول مَا أبدأ بِهِ:
" ذكر أَحَادِيث فِي الْحَث على حفظ أَرْبَعِينَ حَدِيثا من السّنة " وَأَن من حفظهَا: يكون فَقِيها مستوجبا للشفاعة وَدخُول الْجنَّة.
ثمَّ أرْدف ذَلِك بِذكر حَدِيث سمعته حِين حللت فِي كل بلد دَخلته، وَمن سَائِر الأفاق؛ من الْحجاز، وَالشَّام، وخراسان، وَالْجِبَال، والجزيرة، وَالْعراق.
وَأول مَا أبدأ بِهِ: ذكر الْحَرَمَيْنِ الشريفين، المعظمين، الْمُكرمين، ثمَّ الشَّام، وَالْعراق، وأصبهان، ومدن كور خُرَاسَان؛ إِلَى غير ذَلِك من الْأَمْصَار الَّتِى دَخَلتهَا فِي سَائِر الأقطار، وقدج أخرجت لذكر ذَلِك معجما مُفردا، فَمن وقف عَلَيْهِ وجد ذكرهَا فِيهِ مُقَيّدا، وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِك إِلَّا لذى رحْلَة وَاسِعَة وصفاق آفَاق، وَجَوَاب بِلَاد شاسعة قد ادرع من الْأَهْوَال وَقطع الفراسخ، وَأنْفق الْأَمْوَال فِي لِقَاء الْمَشَايِخ، واستهان الشدائد، وانتهز الْفَوَائِد، وَقد رزق الله سُبْحَانَهُ من ذَلِك مَا يسره، وَسَهل مِنْهُ مَا شَاءَ وَقدره، فَلهُ الْحَمد على مَا أعْطى ومنح، وَله الشُّكْر على مَا من بِهِ وَفتح، وَالله يعصمنا من المباهاة، ويعيذنا من المنافسة والمراءاة، فَإِنَّهُ الْمُوفق للسداد، والمعين على بُلُوغ المُرَاد.