السابع: أن يجزمَ بالطلب، ويُوقن بالإِجابة، ويصدقَ رجاءهُ فيها، ودلائلُه كثيرةٌ مشهورةٌ: قال سفيان بن عُيينة -رحمهُ الله: لا يمنعنّ أحدَكم من الدعاء ما يعلمُه من نفسه، فإن الله تعالى أجاب شرّ المخلوقين إبليس إذ: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ , قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الأعراف: 14 و15] .
الثامن: أن يلحَّ في الدعاءِ، ويكررهُ ثلاثًا، ولا يستبطئ الإِجابة.
التاسع: أن يفتتح الدعاء بذكر الله تعالى.
قلتُ: وبالصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد الحمد لله تعالى والثناء عليه، ويختمهُ بذلك كله أيضاً.
العاشرُ: وهو أهمّها، والأصلُ في الإِجابة، هو التوبةُ1، وردُّ المظالم، والإقبالُ على الله تعالى.
584- فصل في فوائد الدعاء:
2024- قال الغزالي في الإِحياء [328/1] : فإن قيل: فما فائدة الدعاءِ مع أن القضاءَ لا مردَّ له؟
فاعلم أن من جملةِ القضاءِ ردّ البلاء بالدعاء، فالدعاءُ سببٌ لردّ البلاءِ ووجودِ الرحمة، كما أن الترسَ سبب لدفع السلاح، والماءُ سببٌ لخروج النبات من الأرض؛ فكما أن الترسَ يدفع السهمَ فيتدافعان، فكذلك الدعاءُ والبلاء، وليس من شرط الاعتراف بالقضاء, ألا يحملَ السلاح، وقد قال الله تعالى: {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} [النساء: 102] فقدَّرَ الله تعالى الأمرَ، وقَدَّر سبَبه.
وفيه من الفوائد ما ذكرناهُ، وهو حضور القلب والافتقار، هُما نهايةُ العبادة والمعرفة؛ والله -عز وجل- أعلم.