1960- ومن ذلك: صُمنا رمضانَ، وجاءَ رمضانُ، وما أشبهَ ذلك؛ إذا أُريد به الشهرُ. واختلف في كراهته؛ فقال جماعةٌ من المتقدمين: يكرهُ أن يُقالَ رمضانُ من غيرِ إضافة إلى الشهر، رُوي ذلك عن الحسنِ البصري ومجاهدٍ. قال البيهقي: الطريقُ إليهما ضعيفٌ.
ومذهبُ أصحابنا أنه يكرهُ أن يقالَ: جاءَ رمضانُ، ودخلَ رمضانُ، وحضرَ رمضانُ، وما أشبه ذلك مما لا قرينة فيه تدلّ على أن المرادَ الشهرُ، ولا يكرهُ إذا ذُكر معه قرينةٌ تدلُ على الشهر، كقولهِ: صمتُ رمضانَ، وقمتُ رمضانَ، ويجبُ صومِ رمضانَ، وحضرَ رمضانُ الشهر المبارك، وشِبْهُ ذلك.
هكذا قالهُ أصحابنا، ونقلهُ الإِمامان: أقضى القضاة أبو الحسنِ الماوردي في كتابهِ الحاوي، وأبو نصرٍ ابن الصباغ في كتابه الشامل عن أصحابنا، وكذا نقلهُ غيرُهما من أصحابنا عن الأصحاب مُطلقًا.
1961- واحتجُّوا بحديث رويناه في سنن البيهقي 201/4، عن أبي هريرة -رضي الله عنهُ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُولُوا رَمَضَانُ، فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أسْماءِ اللَّهِ تَعالى، وَلَكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ". وهذا الحديثُ ضعيفٌ ضعَّفهُ البيهقيُ، والضعف عليه ظاهرٌ، ولم يذكرْ أحدٌ رمضانَ في أسماء الله تعالى مع كثرةِ مَنْ صُنِّفَ فيها. والصوابُ والله أعلمُ: ما ذهب إليه الإِمام أبو عبد الله البخاري في صحيحه 30- كتاب الصوم 5