فكيف بمجموعها؟ فإن احتاج إلى شيءٍ من ذلك، وكان محقّاً في نفس الأمر لم يظهرهُ، فإن أظهرهُ أو ظهرَ أو رأى المصلحةَ في إظهاره ليعلم جوازهُ، وحكمُ الشرع فيهِ، فينبغي أن يقولَ: هذا الذي فعلتُه ليس بحرامٍ، أو إنما1 فعلتهُ لتعلموا أنه ليس بحرامٍ إذا كان على هذا الوجهِ الذي فعلتهُ، وهو كذا وكذا، ودليلهُ كذا وكذا.

1653- رَوَيْنَا في صحيحي البخاري [رقم: 917] ، ومسلم [رقم: 544] ؛ عن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنهُ، قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قامَ على المنبرِ، فكبَّرَ وكبر الناسُ وراءهُ، فقرأ وركع، وركع الناس خلفه، ثم رفع، ثم رجع القهقرى، فسجد على الأرض، ثم عادَ إلى المنبر حتى فرغَ من صلاتِه، ثم أقبلَ على الناس، فقال: "أيُّها النَّاسُ! إنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأتَمُّوا بِي، وَلِتَعَلَّمُوا صَلاتي".

1654- والأحاديثُ في هذا البابِ كثيرةٌ، كحديثِ: "إنَّهَا صَفِيَّةُ" [البخاري، رقم: 2038؛ مسلم، رقم: 2175] .

1655- وفي البخاري [رقم: 1615] : أن عليّاً رضيَ الله عنهُ شربَ قائماً، وقال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فعلَ كما رأيتموني فعلتُ2.

والأحاديثُ والآثارُ في هذا المعنى في الصحيح مشهورةٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015