النَّاسُ! أفْشُوا السَّلامَ، وأطْعِمُوا الطَّعامَ، وَصِلُوا الأرْحامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ" قال الترمذي: حديثٌ صحيح.
1224- وَرَوَيْنَا في كتابي ابن ماجه [رقم: 3693] ، وابن السني [رقم: 215؛ عن أبي أمامة رضي اللهُ عنهُ، قال: أمَرَنَا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم أن نُفشيَ السَّلامَ.
1225- وَرَوَيْنَا في موطأ الإِمام مالكٍ رضي الله عنه [2/ 961، 962] ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن الطُّفيلَ بن أُبيّ بن كعبٍ أخبرهُ، أنه كان يأتي عبدَ الله بن عُمر، فيغدو معهُ إلى السوق، قال: فإذا عدونا إلى السوق لم يمرّ بنا عبدُ الله على سقاطٍ، ولا صاحبِ بيعةٍ، ولا مسكينٍ، ولا أحدٍ إلاَّ سلَّم عليهِ؛ قال الطفيلُ: فجئتُ عبدَ الله بن عمر يوماً، فاستتبعني إلى السوق، فقلتُ لهُ: ما تصنعُ بالسوق، وأنتَ لا تقفُ على البيْعِ، ولا تسألُ عن السِّلعِ، ولا تسومُ بها، ولا تجلسُ في مجالس السوق؟ قال: وأقولُ: اجلسْ بنا ها هنا نتحدّثْ! فقال لي ابن عمرَ: يا أبا بطن! -وكان الطفيلُ ذا بطنٍ- إنما نغدو من أجل السلام، نُسَلِّم على مَن لقيناه.
1226- وَرَوَيْنَا في "صحيح البخاري" [رقم: 20] ، عنه، قال: وقال عمارٌ رضي الله عنه: ثلاثٌ من جَمعهنّ فقد جمعَ الإِيمانَ: الإنصافُ من نفسك، وبذلُ السَّلام للعالم، والإِنفاقُ من الإِقتار.
وَرَوَينْاَ هذا في غير البخاري مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مجمع الزوائد [1/ 56] .
قلتُ: قد جمعَ الإيمانُ في هذه الكلمات الثلاث خيراتِ الآخرة والدنيا، فإنَّ الإِنصافَ يقتضي أن يؤدّي إلى الله تعالى جميع حقوقه، وما أمرهُ به، ويجتنب جميع ما نهاهُ عنهُ، وأن يؤدّي إلى الناس جميع حقوقهم، ولا يطلب ما ليس له، وأن ينصف أيضاً نفسه، لا يوقعها في قبيح أصلاً.
وأما بذلُ السلام للعالم، فمعناهُ: لجميع الناس، فيتضمن ألا يتكبر على أحدٍ، وألا يكون بينه وبين أحدٍ جفاءٌ يمتنعُ من السلامِ عليه بسببه.
وأما الإنفاقُ من الإقتار، فيقتضي كمال الوثوق بالله تعالى، والتوكل عليه، والشفقة على المسلمين إلى غير ذلك؛ فنسألُ الله تعالى الكريم التوفيق لجميعه.