الصيام، والتحصن، وهذا طبع اليهود قديمًا وحديثًا؛ فإنهم يعيشون وراء حصون حصونًا من أعدائهم، ولقد سمي أحد التلال المحيطة بالقدس القديمة باسم جبل صهيون، رمزًا من اليهود إلى الحصن، ودعوة إلى تحقيق فكرة عودة اليهود إلى فلسطين لإقامة دولة تجمع شملهم، ومن أجل إنجاح هذه الفكرة قامت الحركة الصهيونية، ونشطت في الدعوة لأهدافها؛ ومما يذكر: أن الصهاينة هم غلاة اليهود في العالم كله؛ لذلك فإن اسم الصهيونية من الأسماء الخاصة التي تسمى بها البعض دون البعض الآخر.
وقفة مع هذه المسميات:
اشتهر بنو إسرائيل بالأسماء التي أشرت إليها إلا أن أحبها إليهم بنو إسرائيل؛ لأنه يذكرهم بمنزلتهم التي يتمنونها لأنفسهم عند الله تعالى؛ ولذلك نجدهم يسمون دولتهم الحديثة بهذا الاسم المحبب إليهم والقرآن الكريم حينما يريد مخاطبتهم بالهداية، ودعوتهم إلى الحق يناديهم بهذا الاسم المحبب، وكأنه يريد أن يقول لهم: أنتم أولاد الأنبياء ونسل الرسل، وجدير بكم بمقتضى هذه الصفة أن تستقيموا على الجادة، وأن تتبعوا الطريق المستقيم، ولا تحيدوا عنه، وأن تكونوا أول المؤمنين.
وحين يريد القرآن الكريم الإشارة إلى كفرهم، وجحودهم يذكر اسم اليهود.
ويرتبط اسم الصهيونية بالفكر العنصري المتزمت الذي يدعو إلى الاغتصاب والاستيلاء على حقوق الغير، كما أن اسم العبرانيين يذكرهم بعنصر الضعف والبداوة؛ ولذا كره الإسرائيليون أن يشتهروا بهذين الاسمين.