حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} (الأنعام: 146) معناه: دخلوا في اليهودية، وقال الفراء في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} (البقرة: 111) قال: يريد يهودًا، فحذفت الياء الزائدة، ورجع إلى الفعل من اليهودية.
وفي قراءة أُبَيٍّ "إلا من كان يهوديًّا أو نصرانيًّا" قال: قد يجوز أن يجعل هودًا جمعًا.
1 - هائد مثل حائل، وعائط من النُّوق، والجمع حول وعُوط، وجمع اليهودي يهود، كما يقول في المجوسي مجوس، وفي العجمي والعربي: عجم وعرب، وهَوَّد الرجل: حوَّله إلى ملة يهود، والتَهوُّد أن يصير الإنسان يهوديًّا، وهاد وتهود: إذا صار يهوديًّا هكذا باختصار من معاجم اللغة، ومن (لسان العرب) بصفة خاصة.
وأما اليهود اصطلاحًا: فهم قوم موسى -عليه السلام- جاءهم برسالته، ونزلت فيهم التوراة من عند الله تعالى، وذلك قبل ميلاد عيسى -عليه السلام- بثلاثة عشر قرنًا تقريبًا؛ فهذا هو المشهور وأذكر هنا أمرًا لابد منه أن اليهود، وإن كانوا قوم موسى -عليه السلام- لكن اليهودية ليست دين موسى -عليه السلام- فموسى -عليه السلام- ما جاء إلا بالإسلام -كما أسلفنا- من قبل، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْم إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ* الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (يونس: 84: 86) واشتد إيذاء فرعون لأتباع موسى -عليه السلام- فقالوا له: {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} (الأعراف: 126).