خوارق هي من فعل الكهنة، ومن الأساطير التي روجها العامة، كما أن دعوة زرادشت يشوبها الشرك وتعدد الآلهة؛ حيث تقدس النار وتدعو لعبادتها، كما أنها تنظر إلى أهورامزدا وأهرومن على اعتبار أنهما إلهان اثنان.

وبالنظر في هذه الاتجاهين نلمح ضعف الرأي الثاني؛ حيث لا دليل معه حول ما يزعمه من أسطورية نشأة زرادشت، كما أن الشرك وتعدد الآلهة، وعبادة النار وُجدت في المجوسية، وهي ليست دعوة زرادشت؛ إن المجوسية لونٌ من ألوان الشرك ظهر منذ فجر التاريخ، وقد انتشرت في ممالك فارس القديمة، وتمكنت من أن تحرّف دعوة زرادشت بعد وفاته، والذي ننبه عليه هو أن المجوسية ليست من الزرادشتية، وليست هي الزرادشتية، هذا من جهة، ومن جهة ثالثة لا نؤيد الرأي الأول على إطلاقه؛ لضياع أغلب كتب الزرادشتية، كما أن البعض الباقي يداخله شك كبير في إثبات صحة نسبته لصاحبه، كما لا ننكره على إطلاقه؛ لأن إرسال الرسل في سائر الأمم أمرٌ مقرر شرعًا عند أصحاب الملل، ومن الجائز أن يكون زرادشت واحدًا من هؤلاء الرسل.

إن الدعوة الإلهية تتضمن بشكل رئيسي الدعوة إلى الله الواحد الأحد المتصف بكل كمال يليق به الخالق لكل شيء، وتتضمن القيام بعبادات ونسك لهذا الإله، كما تشتمل على الأخلاق الفاضلة، والتعريف باليوم الآخر بما فيه من حساب، إن أي: دعوة تتضمن هذا هي دعوة رسول مرسل، فإن كان الرسول قد ذُكر في الكتب السماوية نؤمن برسالته ونصدق بدعوته، وإن لم يرد ذكره في الكتب السماوية، فإننا نتوقف مكتفين بالتسليم المجمل في قضية الإيمان بالمرسلين، وعلى الجملة فإن الأولى هو التوقف في القطع برسالة زرادشت مع الاكتفاء بدراسة تعاليمه كما وردت عند العلماء والإحاطة بما ذُكر في هذا المجال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015