بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السابع عشر
(أديان الفرس)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
لا يزال حديثنا موصولًا عن نظرة إجمالية لبعض الأديان القديمة، تناولنا منها أديان المصريين القدماء، ودين الهند الكبرى، والصين، واليابان، ونحن مع أديان الفرس، والرومان، واليونان إن شاء الله تبارك وتعالى.
أديان الفرس، نقول وبالله التوفيق:
الفرس من الأمم ذات الحضارات العريقة الموغلة في القدم، وقد اهتم بدراسة آثار الفرس العديد من العلماء المتخصصين في العلوم المختلفة، وبخاصة علماء الأديان الذين يجدون أنفسهم أمام دينٍ متكامل الجوانب شامل للعقيدة والشريعة والسلوك، الأمر الذي يُعطي لهذا الاهتمام ضرورةً معينة من أجل المعرفة.
ومن خلال بحثنا في أديان الفرس سنتناول القضايا التالية إن شاء الله تعالى:
- التعريف بمصادر أديان الفرس.
- التعريف بزرادشت.
- التعريف بجوانب الدين، كما وضّحتها المصادر.
- ومناقشة آراء العلماء واتجاهاتهم في نشأة الدين عند الفرس وتطوره.
- وذلك كله في إيجاز وتركيز، مع المحافظة على إعطاء صورة متكاملة عن أديان الفرس.
أولًا: مصادر أديان الفرس:
برغم أن أديان الفرس ذاتُ تاريخٍ قديم فإن كتبها المقدسة التي توضح الدين وتفصّل جوانبه لم تعرف إلا على يد زرادشت؛ فلقد أحياها وشرحها، ودعا