وعلى هذا، فلا معارضة في ظهور رسالة ورسالات في الصين، بل إن المعارضة تكون في القول بغير هذا.

وهنا ملاحظة تتعلق بما حدث في العصر الحديث في الصين وفي أماكن عديدة، وهي أن الشيوعية داء خطير يتجه بالهدم نحو أي عقيدة أو فكرة سامية، في محاولة لإفراغ الإنسان من داخله؛ ليمتلئ بعد ذلك بالفكر المركسي والعقيدة الشيوعية الباطلة، كما أن الشيوعية تحاول دائمًا هدمَ التاريخ بصورة عامة شاملة، فما الأديان القديمة إلا حركات وصراع مستمرة، وما الدول والجماعات إلا نتاج للصراع.

وهكذا، فإن الشيوعية تهدم وتشوه ما عداها بلا منطق ولا علم، وما دارت أنها بذلك تهدم نفسها، وتضع بذور الكفر بها وبتعاليمها، وإن غدًا لناظره قريب في الصين وفي العالم كله.

وفي نهاية المطاف ألخص ما ذكرته حول دين الصين واليابان:

وحيث إن أمة الصين من أمم الحضارات القديمة كان لها مدنية وعلم، وبالضرورة كان لها دين تدين به، وتلتزم تعاليمه وتمارس طقوسه، ولقد جربت الصين جميعَ أنواع العبادات من الخرافة إلى الأسطورة إلى الحكمة إلى الأخلاق، ودانوا بالقيم الوضعية والقيم الرفيعة على السواء، وأخذوا من دين كل الأمم واعتقادات كل الشعوب، وما يعتقدون أنه لم يكن في البداية إلا إله "بانكو" الذي كان قويًّا شديدًا رهيبًا، له رأس تنين وجسد أفعى، طال عمره إلى آلاف السنين، ولما كان الموت تجمعت أنفاسه فكانت الريح والسحب، وكانت أناته الرعد، ودمه الأنهار، ولحمه الأرض، وعرقه المطر، وعظامه الصخور، وأسنانه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015