الصبرَ وحبَّ الخير، ومداومة النصيحة، الأمر الذي جعل شهرته تنتشر بين الناس، ثم عمل في الحكومة مدة رجع بعدها إلى التدريس مرة ثانية؛ حيث أقبل عليه بعض الشباب، فبشرهم بفلسفته الاجتماعية والسياسية، وقد أعجب تلاميذه به إعجابًا شديدًا، واعتبروه أحدَ الأبطال العظام.
وقد سمع الملك "شو" به فدعاه إلى مجلسه فلبى دعوته، وانتقل إلى عاصمة الإقليم حيث التقى بالعديد من العلماء والمصلحين، وبعد مدة تقلد منصب رئيس القضاة، ثم انتقل منها إلى رئاسة الوزراء، فكانت فرصة يطبق فيها أفكاره النظرية وقد نجح في ذلك، حيث اختفت الجرائم والسرقات، وانتشر الأمن والاطمئنان، وانمحت صور الاستغلال والظلم في كل مكان. وتبعًا لسنة الحياة أوقع حاسدوه بينه وبين الملك، وراحوا يتزلفون للحاكم بكافة الصور الخسيسة، حتى حولوا إعجابه بالرجل إلى كراهية وعدم التقدير، الأمر الذي جعل "كنفشيوس" يتنازل عن الرئاسة على الفور؛ لأنه لم يسع إليها قط، وتفرغ بعد ذلك مرة ثانية للتدريس، وكتابة الكتب، وشرح النصوص القديمة.
ويكفي "كنفشيوس" أنه يُنسب دائمًا لكل حكمة صينية راقية، ولكل نصيحة جميلة، ولم يستطع أعداؤه في القديم والحديث النيلَ منه، والحط من قدره، وقد توفي "كنفشيوس" سنة أربعمائة وثمان وسبعين قبل الميلاد، ولم يتزوج ولم ينجب ولدًا.
أركان الدين الصيني:
فقد بينت المصادرُ عقائدَ الصينيين المتعددة الجوانب، والتي من أهمها: