4 - بالنظر في الأديان المسندة تاريخيًّا إلى أشخاص معينين، نجد التناقض الواضح كإنكار الألوهية، والقول بالوحي والإلهام، مما لا يستقيم مع العقل الصحيح، وهذا يدفعنا إلى تصور أن القول بالوحي من تعاليم الدين الإلهي، وإنكار الآلهة من تحريف العقل ووضع الكهنة. وبهذا يترجح الرأي الثاني.
ويلاحظ أن الكتب الدينية الهندية في جملتها من وضع الكهنة والرهبان والحكماء؛ لِمَا فيها من اضطراب وتناقض، إنها مليئة بالأساطير والخرافات، ولا يمكن تصور وجود دعوة لعبادة البقر والصنم والأشخاص في كتاب ديني صحيح، وأن رجال الأديان الهندية يعنون بالوحي من حيث معناه اللغوي، وحينئذٍ فلا غرابةَ إن اختلف المصدر الموحَى به في تصوير المسألة الواحدة، ومن المعلوم أن الزمن فعل فعله مع أديان الهند كلها، فظهرت الفرق المتعددة، وتداخلت الاتجاهات المتباينة، وانتشرت الفكرة أحيانًا؛ بسبب تعصب الحاكم لها، وحدث تغيير وتبديل في كثير من التعاليم الدينية.
وعلى الجملة: فإن الهندوسية تُسيطر -الآن- على الهند كلها، وترى أن البوذية في صورتها القديمة حركةً هندوسيةً، أما البوذية الحديثة فلها انتشارها في سيلان والصين، وفيتنام ومنغوليا، وسيام وبورما، وكمبوديا واليابان، إلى جانب العديد من البلاد الأخرى؛ أما الجينية فلها أتباع قليلون لا يزيد عددهم عن المليون، موزعين في عدد من البلدان، ويتعرض أتباع الأديان الهندية في العصر الحديث لحركات تبشيرية عديدة، وكذا