المنزلة الأولى: العليا، وهي الجنة، التي تنعم فيها الأرواح، وتنال الجزاء الحسن على ما عملت من خير، حيث تمكث فيها الروح مدة محددة بمقدار العمل الذي أدته، ثم تنتقل منها بعد انتهاء المدة إلى المنزلة الثانية، وتسمى الجنة عندهم سَفَّلُوك.

المنزلة الثانية: الوسطى، وهي مجمع الناس حيث العمل والكسب، وفيها يكون تناسخ الأرواح وتجوالها، فإذا ما قامت الروح بدورها في هذه المنزلة، تنتقل إلى المنزلة الأولى العليا إن كانت راقية، أو تذهب إلى المنزلة الثالثة السفلى إن كانت على خطأ ونقص، ويسمون هذه المنزلة مانْلُوق.

المنزلة الثالثة: السفلى، وهي النار، وتأتيها الأرواح الآثمة لتأخذ عقابها الذي تستحقه، وتمكث فيها مدة معينة تخرج منها إلى المنزلة الرابعة الأدنى، والمنزلة الثالثة تسمى عندهم ناكْلُوق.

أما المنزلة الرابعة: وهي الأدنى، وهي المنزلة التي تعيش فيها الأرواح النبات والحيوانات غير الناطقة، وتهبط إليها الأرواح بعد انتهاء عقوبتها في النار، وليس بعد هذه المنزلة منزلة أخرى، فإذا ما ترقت الروح فيها انتقلت إلى المنزلة الثانية، حيث تعمل وتنشط وتنال حظها الذي يستحقه صعودًا أو هبوطًا، وهكذا تتحرك الأرواح في منازلها المذكورة تبعًا لتصور معين، لا يتعارض مع تناسخ الأرواح.

ومما ذكره الهندوسيون نرى أن المنزلة الواحدة تتكون من مراتب عديدة، تصل إلى المئات، كما أنهم يحددون لكل عمل مرتبة معينة، ومن البرهميين من ينكر فكرة الجنة والنار ويكتفي بما في التناسخ من عقوبة وجزاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015