بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع عشر
(أديان الهند الكبرى)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
أديان الهند:
عرف الهنود الدين منذ القدم، وعاشوا أديانًا متعددة، وأهم أديانهم وأقدمها الديانة الهندستانية، المنسوبة إلى إله برهمة، والتي تعرف بالبرهمية، وبعد الهندستانية ظهرت الديانة الجِينية والديانة البوذية، وكلاهما يعتبر ردود فعل لبعض تعاليم البرهمية، وبخاصة في نظامها الطبقي ونظرتها للإله برهمة، ولكل دين من هذه الأديان الثلاثة التي ظهرت في بلاد الهند نصوص خاصة وتعاليم وعقيدة تتميز بها عما سواها، وقد عرفت بلاد الهند بأنها بلاد الأساطير والأسرار.
وقد عبد الهنود النار وهي أساس عبادتهم، وقد أقاموا لها المعابد ووظفوا لها السدنة والكهنة؛ للقيام بالطقوس ورسوم تلك العبادة، وقدمت إليها القرابين من خبز وعشب وخمر وكافة ثمار الأرض، ولم تكن عبادة النار وحدها في الهند، بل كانت عبادات أخرى، فقد عبدوا القمر وغيره الكثير كما عبدوا الشمس، ولكل ظاهرة من ظواهر الطبيعة لها عندهم إله، فإله السماء وارُونا وإله الشمس فِشنو وإله الصبح أُوشا وإله العواصف رُدْرا وإله الماء بَرْجانيا، وكذلك هناك آلهة للنور والريح كما عبد الهنود الأرواح والأسلاف.
بل قيل إنهم عبدوا عضو التلقيح لاعتقادهم أنه سبب الخلق والوجود، كما عبدوا الأنثى من البشر، وبرزت الهند بصورة واضحة في عبادة الطواطم، واحتلت مكانة مقدسة، حتى إننا نستطيع أن نقول: إنه لم يكن هناك آلهة سواها،