الثاني: القول بتحديد أسماء الرسل يلزمنا بالدليل على ذلك، وبتعريف سائر الرسل الذين أرسلوا لمصر، بينما ذلك لم يذكره أحد ولا يستطيعه؛ لأن التعريف بالرسل لم يرد إلا في الكتب المقدسة، وهي لم تتناولهم جميعًا حيث يقول تعالى في القرآن الكريم: {مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} (غافر: 78).
الثالث: القول بالتوحيد الموحى به، يفسر ظاهرة وجود تعدد الآلهة بجانب التوحيد، حيث آمن البعض بالتوحيد وكفر آخرون، وتلك قضية مسلمة أكدتها البشرية مع سائر دعوات الله تعالى.
الرابع: تحديد الرسالة بإدريس -عليه السلام- أو بداود -عليه السلام- يدفع إلى التسليم بخلو مصر من التوحيد قبل وبعد هذا الرسول أو ذاك، وذلك غير صحيح حيث ظهر التوحيد في حياة المصريين فترات عديدة.
الخامس: القطع بأن دعوة أخناتون جاءت بعد داود -عليه السلام- غير مسلم به، فمن علماء الآثار من يذهب إلى أن دعوة أخناتون ظهرت قبل داود بوقت طويل، وفقرات المزمور مأخوذة من النص المصري، وهذا لون من تحريف التوراة.
السادس: القول بالرسالات من غير تحديد لا يتعارض مع القول بإرسال رسول معين، وتحديد مسماه؛ لأن ثبوت ذلك يؤكد أنه واحد من رسل الله تعالى، بينما التحديد يمنع من احتمال إرسال ما لم يرد في التحديد، وعلى الجملة فإن التوحيد ظهر في مصر القديمة، وبلغه رسل الله تعالى، وهذا الذي نرجحه ونراه الأولى بالتسليم، والله أعلم.
وأما ما يقال عن التوحيد الأخناتوني، فليس توحيدًا بالمعنى الشرعي الصحيح؛ ذلك لأن أخناتون كان يعبد الشمس، والشمس ليست إلهًا إنما هي من جنس