أنا أعلم أنكم ذرية إبراهيم ولكنكم تطلبون أن تقتلوني؛ لأن كلامي لا موضع له فيكم، لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم، ولكنكم تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد حدثكم بالحق الذي سمعه من الله، هذا لم يعمله إبراهيم. إنجيل يوحنا إصحاح الثامن الفقرة السابعة والثلاثون إلى الأربعين.
ألم تهتز عقولكم وقلوبكم ولو مرة واحدة، أم كنتم من الذين قال عنهم المسيح: "تمت فيهم نبوءة أشعياء القائلة: تسمعون سمعًا ولا تفهمون ومبصرون تبصرون ولا تنظرون؛ لأن قلب هذا الشعب غلظ وآذانهم قد ثقل سماعها، وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم، ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم". إنجيل متى إصحاح ثلاثة عشر فقرة الرابعة عشرة والخامسة عشرة.
فارجعوا إلى الحق الذي جاء به المسيح فها هو طريق الخلاص الحقيقي، لا ما أنتم عليه وتذكروا قوله: "اذهبوا وتعلموا ما هو، إني أريد رحمة لا ذبيحة". إنجيل متى إصحاح تسعة الفقرة الثالثة عشرة.
ومن هنا نعلم أن هذه الأناجيل ليست قاطعة في صلبه، بل فيها اختلافات وشكوك كثيرة كما قدمت لك، بل هي احتمالات، واليهود ليسوا قاطعين بذلك أيضًا، فأي ضرورة تدعوكم إلى إثبات أنواع الإهانة والعذاب في حق رب الأرباب على زعمكم، إن هذا لمن العجب العجاب، هذا فضلًا عن تبرئة اليهود حديثًا من دم المسيح -عليه السلام- وصدق ربنا -عز وجل- إذ قال: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (النساء: 157).