ولما صعد المسيح إلى ربه جال متى للتبشير بالمسيحية في بلاد كثيرة، وإن كان موطن دعايته -كما يروي مؤرخو المسيحية- هو الحبشة التي مات بها سنة سبعين من الميلاد، وفي رواية سنة ثلاث وستين ميلادية.
إنجيل متى:
اتفق جمهورهم على أنه كتب إنجيله بالعبرية أو السريانية، وأن أقدم نسخة كانت باليونانية، واختلفوا في أمور ثلاث هي:
1 - الجهل في تاريخ التدوين:
والحق أن باب الاختلاف في شأن التاريخ لا يمكن سده، ولا يمكن ترجيح روايته، ولا جعل تاريخ أولى من تاريخ بالاتباع، ويمكن حصر التواريخ في سنة سبع وثلاثين، وثمان وثلاثين، وثلاث وأربعين، وثمان وأربعين، وواحد وستين وأربع وستين؛ فتعجب وتأمل.
2 - جهل النسخة الأصلية التي كتبت بالعبرية.
3 - جهل المترجم وحاله من صلاح أو غيره:
ولئن تسامح الباحث في تاريخ التدوين، فليمنعه العلم من الاسترسال في التسامح؛ حتى يعرف الأصل الذي ترجم منه، ومدى مطابقته الترجمة للأصل؛ ولكن عز علينا العلم بالأصل، ولقد كنا نتعزى عن ذلك لو عرفنا المترجم، وأنه ثبت ثقة أمين في النقل، عالم لا يزيد على العلماء، فقيه في المسيحية، عارف للغتين فاهم لهما، مُجيد في التعبير بهما؛ فعندئذ كنا نقول ثقة