فهذا هو مبلغ ما وصلنا إليه في إيمانهم باليوم الآخر الذي لا نجد له ذكرًا في التوراة، ولكن وجدنا كلامهم عن الجنة والنار في التلمود مع ما أكده القرآن عنهم في زعمهم أنهم لن يدخلوا النار، وإن دخلوها فلن تمسهم النار إلا أيامًا معدودة.
لذلك نرى اليهود اتصفوا بصفات قبيحة وبأخلاق سيئة، وبعقائد فاسدة ومسالك خبيثة؛ فهم لا يؤمنون، ولا إيمان عندهم؛ بل أليق الأوصاف بهم الكفر والجحود، ونقض العهود، والأنانية والغرور والجبن والكذب، واللجاج والمخادعة، والعصيان والتعدي، وقسوة القلب، وانحراف الطبع، والمسارعة في الإثم والعدوان وأكل أموال الناس بالباطل، وسوء أدبهم مع الله تعالى، وعداوتهم لملائكته، وقتلهم لأنبيائه، وجحودهم الحق، وكراهتهم الخير لغيرهم -بدافع الأنانية والحسد، وتحايلهم على استحلال محارم الله تعالى، ونبذهم لكتاب الله، واتباعهم للسحر والأوهام الشيطانية، وتحريفهم للكلم عن مواضعه، ونسيانهم حظًّا مما ذكروا به، وحرصهم على الحياة وجبنهم عن الجهاد في سبيل الله، وطلبهم من نبيهم أن يجعل لهم إلهًا كما لغيرهم آلهة، وعكوفهم على عبادة العجل، وتنطعهم في الدين، وإلحافهم في المسألة، وإنكارهم الآخرة، وتنكرهم للقضاء والقدر ... إلى غير ذلك من هذه الرذائل التي دمغهم القرآن الكريم بها وسجلها عليهم، والتي تكشف عن حقيقتهم وتعصبهم الأعمى، التي استحقوا بسببها الطرد من رحمة الله، وضرب الذلة والمسكنة عليهم.
إن هذه القبائح التي سجلها القرآن عليهم يراها الإنسان واضحة جلية فيهم على مر العصور واختلاف الأمكنة، لم تزدهم الأيام إلا رسوخًا فيها، وتمكنًا منها وتعلقًا بها، وما ذكر من رذائل ما هو إلا نماذج من قبائحهم ومفاسدهم، وإن