الذي تمشي فيه الأمم ومعها الملوك، ثم يتحدث عن شعائر الحج بتفاصيلها، وعن الهدْي الذي يقدم في منى بعد الوقوف بعرفات، مما يتفق مع ما جاء في القرآن الكريم؛ فيقول: "ارفعي عينيكِ حواليكِ وانظري؛ قد اجتمعوا كلهم جاءوا إليكِ يأتي بنوكِ من بعيد"؛ فهو كقول الله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج: 27) وقوله: "يخفق قلبكِ ويتسع؛ لأنه تتحول إليكِ ثروة البحر ويأتي إليك غنى الأمم" يعضده قول الله تعالى: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (القصص: 57) وقوله تعالى: {رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (إبراهيم: 37).
وأما حديث النص عن كثرة الجمال والغنم والكباش؛ فيؤيده قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} (الحج: 28) ثم هي من شعائر ديننا وحجنا؛ قال تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} (الحج: 37).
هذا؛ وفي التوراة بشارات أخرى كثيرة بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هذا بخلاف الذي حرفوه، والذي حذفوه وكتموه فأنكروا رسالة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- فهذا موقف اليهود من أنبياء الله ورسله.