أسمى، لا يجوز للشدري أن يجمع ثروات زائدة، ولو كان على ذلك من القادرين، فالشدري إذا جمع مالًا آذى البراهمة بكحته، ويجب نفيه من الطبقة الدنيا الذي تحدثه نفسه، بأن يساوي رجلًا من طبقة أعلى من طبقته، وأن يوصم تحت الورك، وتقطع يده إذا على من هو أعلى منه بيده أو بعصاه، وتقطع رجله إذا رفصه برجليه، وإذا ما دعاه باسمه أو باسم طائفته بدون تقدير، أدخل إلى فمه خنجر، محمي متلوث النصل طوله عشرة قراريط، ويأمر الملك بصب زيت حار في فمه وفي أذنيه، إذا بلغ من الوقاحة، ما يبدي به رأيا للبراهمة في أمور وظائفهم.

ولا يزال النظام الطبقي سائدًا في الهند، وقد اتخذ أحيانًا أسس جديدة، فمن ذلك مثلا أتباع مذهب السك، الذي أنشئ لخلق دين موحد من الهندوسية والإسلام، ولم يفلح هؤلاء فيما قصدوا إليه، ولكنهم سرعان ما اتخذوا من مذهبهم، أساسًا لنظام طبقي، فقد عدوا أنفسهم طبقة، ورفضوا التزاوج مع سواهم، ووضعوا كذلك نظام القرية، الذي لا يسمح أحيانًا، بالزواج بين سكانها وسكان قرية أخرى، وهناك محاولات تزعمها الزعيم غاندي، للتخفيف من حدة هذه الطبقات أو إزالتها، وكذلك لإنصاف طبقة المنبوذين بوجه خاص، ولكن هذه المحاولات لم يقدر لها النجاح بعد، وكان الزعيم غاندي ضحية من ضحاياها.

وتعتمد هذه المحاولات على اتجاه فلسفي جديد لهذا التقسيم، بأن تذكر بأنه ليس خلقيا ولا طبيعيًّا، وليس إلا توزيعًا للأعمال، حسب طبع كل إنسان وميله واستعداده، كما مر بنا ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015