الطبقات، بل رأت أن تربطه بنص مقدس، فورد في قوانين منو، التي اقتبسنا منها بعض فقراتها آنفًا سبب هذه الطبقات، يقول منو وهو يعدد خلق براهمة للكائنات، "ثم خلق البرهمية من فمه، والكاشتريا من ذراعه، والويشا من فخذه، والشدرا من رجله، فكان لكل من هذه الطبقات، منزلته على هذا النحو".

وبناء على هذا التفكير، الذي يرى أن الطبقات خلقها الله على هذا الوضع، يصبح هذا التقسيم أبديًّا، فهو من صنع الله ولا طريق لإزالته، وعلى هذا لا يرتفع أي شخص من أي قسم إلى القسم الأعلى، وبناء عليه كذلك، ومع الاعتقاد أن الابن يأتي على نمط أبيه، لا يجوز لرجل أن يتزوج امرأة من طبقة أعلى من طبقته لعدم الكفاءة، ولأنّ أولاده منها سيهبطون إلى مستواه، وهذه خسارة على التكوين الاجتماعي، ولكن يجوز للرجل أن يتزوج امرأة من طبقة أقل من طبقته، على ألا تكون من الطبقة الرابعة "الشدرا"، التي ليست إلا للخدمة، ولا تسمو لأن يتزوج منها أحد أفراد الطبقات العليا الثلاثة.

وجاء في قوانين منو، أن الرجل من الطوائف الثلاثة الشريفة، إن غلبه الحب فتزوج بامرأة من غير هذه الطوائف، فإنه سوف يرى هلاك أسرته.

ويتبع نظام الطبقات كذلك، أن تلاحظ أسماء الأطفال من كل طبقة، فيختار الاسم من الكلمات الدالة على البهجة السرور، إن كان برهميًّا، وعلى الحول والقوة إن كان كاشتريا، وعلى الغنى والثروة إن كان ويشيًّا، وعى الذل والمهانة إن كان شدريا، وتلتقي هذه الطبقات الأربعة في الاعتقاد بالآلهة، وكلها تقدس البقرة وكلها تخضع للنظام الطبقي، والبراهمة هم ملجأ الجميع، في حالات الميلاد والزواج والوفاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015