هو البصر، والاسم الثامن عشر هو الشافي، والاسم التاسع عشر هو الخلاق، والاسم العشرون هو مزدا أو العليم بكل شيء".

وقد حرم زرادشت عبادة الأصنام والأوثان، وقدس النار على أنها هي أصفى وأطهر العناصر المخلوقة، لا على أنها هي الخلاق المعبود، وقال: "إن الخلائق العلوية كلها، كانت أرواحا صافية لا تشاب بالتجسيد، فخيرها الله بين أن يقصيها من منال أهرمن، أو يلبسها الجسد لتقدر على حربه والصمود في ميدانه، لأن عناصر الفساد لا تحارب بغير أجساد، فأبت أن تعتصم بمعزل عن الصراع القائم بين هرمز وأخيه، واختارت التجسد لتؤدي فريضة الجهاد في ذلك الصراع".

ويتخيل زرادشت هرمز أو أورمزد أو أهورا مازدا أو يزدان، على اختلاف اللهجات في نطقه، ومستويا على عرش النور، محفوظا بستة من الملائكة الأبرار، تدل أسماؤهم على أنهم صفات إلهية، كالحق والخلود والملك والنظام والصلاح والسلامة، ثم استعيرت لها سمات الذوات، بعد تداول الأسماء أو تداول الأنباء عما تفعله، وما تؤمر به وما تتلقاه من وحي الله، وتفيض أقوال زرادشت كلها باليقين من رسالته واصطفاء الله إياه، للتبشير بالدين الصحيح والقضاء على عبادة الأوثان، ومن أمثلة هذا اليقين قوله: "أنا وحدي صفيك الأمين، وكل من عداي فهو عدو لي مبين"، وإن الله أودع الطبائع عوامل الخير جميعا، فإن هي حادت عن سواء السبيل، كان إرسال الرسل للتذكير والتحذير، آخر حجة لله على الناس، وإن زرادشت هو هذه الحجة، التي أبرزها الله إلى حيز الوجود، لتهدي من ضل وتذكر من غفل، وتستصلح من فيه بقية للصلاح، وكلما انقضى ألف عام، برز إلى حيز الوجود خليفة له من سلالته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015