الذي عالمه "براهمة" وبذلك يكون "يجنافاكيا" قد وجهه، وهذا أعلى طريق الإنسان، وهذا أقصى ما يبتغي، وهذا أسمى عالمه وهذا أعظم سعادة له. أما المخلوقات الأخرى، فلا تحظى في حياتها إلا بجانب من هذه السعادة.

ويبدو أن هذا الحكيم "يجنافاكيا" مقتنع بأن الإنسان لا يستطيع أن يكون دائمًا في حالة "سوسبتا"؛ ذلك لأنه يمضي قائلًا: أن الإنسان وقد طاف واستمتع بحالة "السوبستا" وبِمَا فيها من سعادة كاملة، يقول: إنه وفقًا للمدخل، وموضع الأصل يعود المرء سريعًا إلى حالة اليقظة.

وألخص هذه القضية من (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة) فنقول، حول معتقدات الهندوس في الكارما وتناسخ الأرواح وانطلاق وحدة الوجود:

1 - الكارما: قانون الجزاء أي: أن نظام الكون إلهي قائم على العدل المحض، هذا العدل الذي سيقع لا محالة، إما في الحياة الحاضرة، أو في الحياة القادمة، وجزاء حياة يكون في حياة أخرى، والأرض هي دار الابتلاء كما هي دار الجزاء والثواب.

2 - تناسخ الأرواح: إذا مات الإنسان يسمى منه الجسد، وتنطلق منه الروح لتتقمص وتحل في جسد آخر، بحسب ما قدم من عمل في حياته الأولى وتبدأ الروح في ذلك دورة جديدة.

3 - الانطلاق صالح الأعمال وفاسدها ينتج عنه حياة جديدة، متكررة لتثاب فيها الروح أو لتُعاقب؛ على حسب ما قدمت في الدورة السابقة. بل لم يرغب في شيء، ولَن يَرغب في شيء يتحرر من رق الأهواء، واطمأنت نفسه؛ فإنّه لا يُعاد إلى حواسه، بل تنطلق روحه لتتحد بالبراهمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015