والهيكل على صورة دائرة في وسطه تقاد النار التي يتجه إليها الناس في صلواتهم التي يؤدونها في أوقات مرتبطة بحركة الشمس، كالشروق والزوال والغروب، والصلاة عبارة عن أقوال معينة يرددها المصلي وهو متجه إلى النار في ثبات.
والأقوال هي: "أرجو منك أيها الرب الخالق المطلق القدير أن تغفر لي ما ارتكبت من سيئات وما دار بخلدي من تفكير سيئ، وما صدر عني من قول أو عمل غير صالح. إلهي أرجو منك أن تباعد بيني وبين خطاياي حتى أحشد يوم الدين مع الأطهار الأخيار". وفي مجوسية الفرس المتأخرة نلحظ تقديسا وتعظيما للنار، فلا ينبغي للنار أن تطفأ ولا يوقع عليها ماء ولا تصلها أشعة الشمس والبيت الطيب هو الذي توقد فيه نار ولا يخلو معبد منها، وكانت المعابد تسمى بها وتعرف باسم هيكل النار، ورجال الدين الفارسي يسمون بالموابذة وعملهم الوعظ والتدريس والتعليم، ولهم منزلة كبيرة في المجتمع ولهم معاونون يعرفون بالموابذة، وهو معينون لإقامة الشعائر في المعابد وحراسة النار والمحافظة عليها.
وهذا نص ننقل ترجمته الحرفية من الياسنا الفقرة الرابعة والأربعين، يوضح جوانب العقيدة الزرادشتية وهو على صورة حوار بين زرادشت وأهورا مزدا: "عن هذا أسألك يا أهورا مزدا فأين لي الجواب من كان عند الخلق أول أب للحق؟ من رسم للشمس والنجوم طريقها إذا لم تكن أنت فمن قرر نماء وشحوب القمر؟ أريد أن أعرف هذا أيها الواحد الحكيم عن هذا أسألك فأين لي الجواب؟ من أقر الأرض تحت والسماء من فوق بسحابها لا تتحرك ومن أسرج للريح جيادها عن هذا أسألك فأين الجواب؟ أي صناع خلق الضياء والظلام أي صناع خلق النوم واليقظة؟ من خلق الصبح والضحى والأمسية عن هذا أسألك