وتذكيره أفعاله، وإلزامه الحجة في ترك إعانته الصديقين، ثم لا يزال يتردد في العالم في العذاب إلى وقت العاقبة، فيُضحى به في جهنم.

قال "ماني": فهذه الثلاث طرق يُقسم فيها نسمات الناس، أحدها: إلى الجنان وهم الصديقون، والثاني: إلى العالم والأهوال وهم حَفظة الدين، ومعينو الصديقين، والثالث: إلى جهنم وهو الإنسان الأثيم.

كيف حال المعاد بعد فناء العالم، وصفة الجنة والجحيم؟

قال "ماني": ثم إن الإنسان القديم يأتي من عالم الجدي، والبشير من المشرق، والبناء الكبير من اليمن، وروح الحياة من عالم المغرب، فيقفون على البنيان العظيم الذي هو الجنة الجديدة وطيفين بتلك الجحيم، فينظرون إليها، ثم يأتي الصديقون من الجنان إلى ذلك النور، فيجلسون فيه، ثم يتعجلون إلى مجمع الآلهة، فيقومون حول تلك الجحيم، فينظرون إلى عملة الإثم يتقلبون ويترددون ويتضورون في تلك الجحيم، وليست تلك الجحيم قادرة على الإضرار بالصديقين، فإذا نظر أولئك الآثمون إلى الصديقين يسألونهم ويتضرعون إليهم، فلا يجيبونهم إلا بما لا منفعةَ لهم فيه من التوبيخ، فيزداد الأئمة ندامةً وهمًّا وغمًّا، فهذه صورتهم أبد الأبد.

الكتب المقدسة عند المانوية، وعقيدة التناسخ

وأنتقل إلى الكتب المقدسة عند المانوية:

أسماء كتب "ماني":

لـ"ماني" سبع كتب؛ أحدها فارسي، وستة سوري بلغة سوريا، وذلك كتاب (سفر الأسرار) ويحتوي على أبواب: باب ذكر الديصانيين، باب شهادة "يستاسف" على الحبيب، باب شهادة يوسف على نفسه ليعقوب، باب ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015