روايات أخرى، وتستحق الاهتمام كل من مواهبها المبينة مع جائزة الانتصار والتاج والإكليل، وتاج النور. وتعني جائزة الانتصار: أن تخليص الروح من الجسد يعتبر انتصارًا للمخلوق الجديد على المخلوق القديم، كما يمكن فهم الصراع ضد القديم إما في إطار معنى الصراع المادي، أو في إطار معنى المحاكمة، ويترك القرار في الحالة الثانية للقاضي وهي دعوى مسوغة دخلت أمام هيئة المحكمة؛ دفاعًا عن الروح الميتة. وهذه مصطلحات رمزية تم اشتقاقها من إجراء قانوني سائد في الشرق الأوسط.
ومن ناحية أخرى إن رداء النور والرموز الباقية تشير تمامًا إلى أصل ثقافي هندي إيراني، وتصف المزامير المانوية المكتوبة في الإيرانية المتوسطة كيف تقوم القاعة والعرش والإكليل والتاج والرداء بالاستعداد لروح الإنسان الصالح بعد موته، ويوضح هذا مفاهيم آلية قديمة تؤمن بالآخرة، كما أن الأفكار ذاتها المتعلقة بالقاعة السماوية والرداء والتاج، وقد تحقق البحث الحديث من وجود وصف مطابق تمامًا في الأدب الإيراني القديم.
وننتقل إلى الكلام عن الإيمان بالآخرة:
إن الإيمان الهندي بالآخرة ما كان له أن يكون إيمانًا هنديًّا حقيقيًّا لو لم تخصص نصيبًا للمخلوقات المؤنثة الجميلة التي يلتقي الصالحون بها في السماء، كما أن جرسة التراتيل المانوية ترينا أنها لم تهمل عزاري الجنة، ويجب أن نعيد إلى الذاكرة أيضًا أنه التقى في المانوية الإنسان الصالح مع ذاته السامية على شكل عذراء إلهية رائعة، رافقته في طريقه إلى الجنة.
ونقرأ هذا في قطعة صدغية مكتوبة، وتواصل هذه القطعة شرحها قائلةً: إنه سيقترب من الإنسان الصالح إثر موته ما لا يقل عن ثمانين ملكًا من الجنس الآخر، مزينين بالورود، ويحضونه على التقدم نحو جنة النور ليتذوق السعادة هناك.