ونواصل مع تعاليم ماني فيما يعرف باسم المقاييس المضادة للمادة، والروح بمثابة مركز للفداء، والإيمان بالآخرة، والفلك.
لقد تطورت المادة في الشخص ذي الشهوة الجسدة خطة تأمرية استهدفت الاحتفاظ بذرة النور التي بقيت بها حتى الآن، وقضت هذه الخطة بتركيز جزء كبير من النور في خلقة الفرد، وذلك كقوة موازية للخلق السماوي، ولتنفيذ ذلك جرى اختيار شيطان مذكر اسمه أشقلون، وشيطانة مؤنثة اسمها نمارا إيد وكيما يتم تمثل ذرات النور التي كانت قد سقطت على الأرض، والتي كانت موجودة في إجهاضات الحكام ابتلع أشقلون جميع الحيوانات المخيفة التي كانت مذكرة في حين قدمت الحيوانات المخيفة المؤنثة لنا ما رأينا.
وبعد هذا جمع أشقلون نامرائيل فأنجب آدم وحواء أول المخلوقات البشرية، هكذا نشأ الجنس البشري بما لا شك فيه من مزيج مقزز للنفس من أعمال أكل لحوم البشر، والممارسات الجنسية، وكان جسد الإنسان بمثابة مظهر حيواني صرف للحكام، وكانت شهوته شهوة جنسية مسيرة له؛ تمشيًا مع خطة المادة للإنجاب والولادة، فهذا هو ميراث الإنسان من أصله الحيواني، لكن عالم النور لم يكن قادرًا ولا راغبًا بترك الإنسان تحت رحمة عالم الشر، فتجمع في آدم الجزء الأكبر من النور المحتجز والمتبقى، وذلك هو السبب في أنه أصبح الموضوع الأول لجهد الفداء من قبل عالم النور.
وجرى بذل الجهد حسب النمط نفسه لافتداء الإنسان الأول، فقد خلق آدم أعمى وأطرش، وغير مدرك تمامًا لوميض النور في داخله، وذلك استجابة لتحريض المادة، وكانت تحيط به ضحية من ضحايا الشياطين، فقد كان غارقًا في ثبات عميق، وظل كذلك حتى اقترب المخلص منه، ويتم وصف المخلص الذي