قد حوله على يديه إلى دينه الجديد، ونواجه هذا الاسم فيما بعد حوالي ثلاثمائة وخمسين من الميلاد، وهو ينتمي إلى إقطاعية أرمينية، ويتزعم عشيرة صهراواني، ولعل مرافق ماني كان جد لها، ولعله كان في الواقع ملكًا فرثيًّا صغيرًا.
وإذا صح أن الأمير المستجيب للدين المانوي كان من أرمينيا، فسيزودنا هذا الأمر بتأكيد جديد حول ارتباطات المانوية مع مناطق إيران الشمالية الغربية، وأصدر بهرام الأول الملك العظيم الجديد أوامره إلى بات كي ما يحضر مع ماني، لكن يبدو أن شجاعته خانته ولهذا تحتم على ماني أن يقوم وحده بهذه الرحلة المصيرية الأخيرة، وأخذ طريق الرحلة التي سلكها ماني قبل وصوله شكل قوس عريض.
ووصل إلى بيلافاد المدينة السكنية الضخمة، ويبدو أن وصوله قد أحدث إثارة عظيمة، كما تؤكد النصوص القبطية على أن الكهنة المجوس قد قاموا بالخطوة الأولى عن طريق قائدهم، ربما بتقديم شكوى، أو ربما بشكل عريضة اتهام رفعوها إلى الملك، وكان على عريضة اتهام سواء أكانت مكتوبة أو شفوية لتمر عبر سلسلة من القنوات المتنوعة، وذلك تقيدًا بنظام قواعد موضوعة وثابتة.
هي شكوى ضد ماني والذي التقى مع الملك وجرت بينهما مقابلة كانت ساخنة، ومناظرة كانت كبيرة، وانتهت الجلسة الصاخبة بتذكير ماني بهرام بأعمال الرعاية والإحسان، التي نالها من كل من شابور وهرمز، وختم مقالته قائلًا "افعل بيما تراه" وبناءً على ذلك أمر الملك بتقييد ماني بالأغلال، فوضعت ثلاث سلاسل حول يديه، وثلاث أخرى حول عقبيه، وواحدة حول رقبته، وربط الأغلال، وأخذ إلى السجن.