تشد "آتما" التي هي النفس، إلى العودة إلى الدنيا؛ فلا يبقى لها من أهل، إلا أن تتحد مع "آتما" إلهها وذلك هو المأرب الأخير للروح.

ثم يعقب الدكتور رءوف شلبي تحت عنوان ملاحظة يقول: في النصوص التي قرأتها باللغة الشرقية عبارات تفيد:

أ- أن الروح لا تنتقل من بدن إلى بدن آخر.

ب- ولكنها بعد أن تنال نصيبها من النعيم أو الجحيم تولد من جديد.

ج- لم تبين النصوص محل هذه الولادة ولكنها ذكرت أن هذه العملية تكرر دون أن تصف المحل التي تحل فيه الروح.

د- غاية الأمر أن عملية تكرار نعيم الروح وعذابها، ثم ولادتها من جديد لها نهاية هي: أنّ الرّوحَ تَتّصلُ منفردة بربها؛ فتَعْرِفَ حَقيقتها، وعندئذ يكتب لها الخلود والبقاء.

ولعل هذا المعنى بعيد كل البعد عن مفهوم تناسخ الأرواح، أو لعل هذا مذهب في مفهوم تناسخ الأرواح، صحيح أن الشهرستاني قرر أن أصحاب التناسخ مختلفون في تقرير هذا المبدأ، لكنه عنف الهندوس ووصفهم بأنهم أشد الناس اعتناقًا في التناسخية، ولعل هؤلاء الذين وصفهم بذلك غير البرهانية لأنه ينطبق عليهم وصف الشهرستاني لأصحاب الروحانيات، الذين أثبتوا متوسطات روحانية جاءت برسالة من عند الله في سورة البراهمة، التي نقلت عنها أسماء الريش، الملهمون الذي نزلت عليهم كتب لويدا.

وإذا فليس صحيحًا على الإطلاق أن يقال: إن الهندوسية تقول بالتناسخ بمفهومه المصطلح عليه، أن تحل الأرواح في صورة حيوانات،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015