على الأقاليم الممتدة من أفغانستان إلى مدراس، وصار أسوكا من ستة مائتين وأربع وستين إلى مائتين وسبع وثلاثين قبل الميلاد في مطلع حياته سيرة أبيه وجده في محاولة التوسع عن طريق الحرب، وبينما كان أسوكا في قمة انتصاراته الحربية أحس باشمئزاز من هول الحروب وقسوتها، فتخلى عن الحرب، وكره النصر عن طريقها، وزهدت نفسه فيها تمام، وتبنَّى مذهب البوذية.

ثم أعلن أن فتوحه ستكون منذ ذلك الحين في ميادين الدين وروي الأساطير أن هذا التحول كان بسبب ما ناله من حيرة وبسبب تأنيب ضميره لقتله إخوته، وعددهم تسعة وعشرون، أو حرقه زوجاته، وجواريه وكن خمسمائة، ودام حكم أسوكا ثمانية وعشرين عامًا تعتبر أزهى فترة في تاريخ البشرية المضطرب؛ فقد قام في الهند بحركة عظيمة للخير والثراء حفر الآبار وزرع الأشجار، وأسس المستشفيات، والحدائق العامة والبساتين التي تربى فيها الأعشاب الطبية.

واهتم بأهالي الهند الأصليين، واتخذ العدة لتعليم النساء، وخصص هبات الخيرية هائلة لهيئات التعليم البوذية، واتجه أسوكا إلى خارج الهند، فأرسل البعوث الدينية إلى كشمير، وسيلان، والإمبراطورية اليونانية، وجبال هيمالايا، وفارس والإسكندرية، وهكذا انتقلت البوذية من مذهب ضمن المذاهب الدينية الهندية إلى دين عالمي، وسرعان ما لبى أهل سيلان دعوة أسوكا، فاعتنقوا الدين الجديد.

ولعل مما سبب ذلك ما كان بين حاكمها، وبين أسوكا من روابط الصداقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015