نفسه بدأ يسبب لنا الأخطار والموت، وأنصتت الطيور إلى صوت بوذا، والبعض منها أخذ بالنصيحة وطار مع بوذا إلى البعيد.

أما التي لم تسمع للنصيحة بقيت في أماكنها، وقالت: إن بوذا يرى التماسيح دائمًا في قطرة ماء، ولم تمضِ لحظاتٌ حتى اشتعلت النار، واحترقت الشجرة، وعجزت الطيور عن الهرب فوقعت في اللهيب.

ويُقارن البوذيون بين هذه القصة، وحكاية خروج البوذا من قصر أبيه الملك، وبحثه عن الخلاص الذي وجده بعد أن أمضى سبع سنوات من الزهد، والنسك، والتأمل.

تقديس العقيدة:

تحظى العقيدة البوذية عند أصحابها بنفس القداسة التي يحظى بها واضعها، ويطلق عليها اسم النظام، أو عجلة الشريعة، قام بوذا بدفع هذه العجلة أكثر من أربعين عامًا مع جماعة من أتباعه الذين اختارهم، ونظم أمورهم، وأشرف إلى إعدادهم ليكونوا الدعاة المخلصين له ولعقيدته، قام "أوبالي" أحد الرهبان بعد أن تمت مراسيم حرق جثة بوذا، وذكّر إخوته الرهبان بما كان يقوله المعلم السيد عن العقيدة.

قال: اعتاد معلمنا أن يقول للإخوة: أيها الرهبان بعد دخولي في "النيرفانا" يجب أن تحترموا الشريعة، وتطيعوها، وأن تنظروا إلى الشريعة كمعلم لكم، تشبه الشريعة النور الذي يلمع في الظلمات يرشد إلى الطريق، وهي تشبه أيضًا جوهرة نفيسة يجب عليكم ألا تتراجعوا أمام أي عذاب بغية امتلاكها، ويجب أن تكونوا مستعدين لتحمل كل تضحية حتى التضحية بحياتكم، أطيعوا الشريعة التي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015