العبادة، والطقوس المختلفة، ويذهب هؤلاء إلى أن البداية قامت على تعدد الآلهة في صورة بدائية حيث كانوا يقولون: إن الليل إله، والصبح إله.

وكانوا يتقربون إليهما بشرب الخمر، وكانوا يألهون الشمس ويسمونها بأسماء متعدد، ويؤلهون العواصف، ويرمزون لها بالعجل، وهكذا كثرة الآلهة في الهند بصورة واضحة تترقى من صور آلهة صغيرة ضعيفة إلى آلهة قوية كبيرة، ثم حدث رقي أكثر فظهر ثالوث الآلهة العظيم قائم على برهمة وشيفني، وسيفًا حيث تدور حولهم الأساطير العديدة.

وأخيرًا كان التطور إلى الإيمان بغله خالق متصف بصفات راقية، كما جاء في أنشودة الخلق التي تضمنها الكتاب العاشر من "الرشفيدا"، وعلى هذا تعتبر الديانة الهندوسية من صناعة الإنسان؛ حيث سارت على سنة التطور والترقي كما تعتبر البوذية والجينية صورًا لهذا التطور، وإن اتخذت اتجاهات مضادة في بعض التعاليم، وأصحاب هذا الاتجاه يرجعون جميع مصادر الأديان الهندية إلى تأليف الإنسان ووضعه، وما قداستها إلا بسبب إحاطتها بآلة من التعظيم والاحترام.

وللكهنة دور رئيس في إبراز هذا التقديس بواسطة الأساطير والمتخيلات التي يرمونها عن الآلهة وآثارها وبواسطة هذا الاتجاه يتضح السبب في تناقض العقيدة عند الهندوس من أمثال الإيمان بالله، وإنكار النبوة، والقول بالإلهام المستمر للبراهمة الطبقة المقربة للإله برهمه، ومن أمثال الإيمان بالحساب على الأعمال بواسطة التناسق، حيث يحمل الوزر ما لم يرتكبه وأصحاب هذا الرأي عديدون، وهم لا يهتمون بتحليل الأديان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015