ومما ذكره الهندوسيون نرى: أن المنزلة الواحدة في حركة الأرواح تتكون من مراتب عديدة تصل إلى المئات كما أنهم يحددون لكل عمل مرتبة معينة ومعنى هذا أن الروح قد تمكث في منزلةٍ واحدة آلاف السنين متنقلة بين مراتبها العديدة، ومن البرهميين من ينكر فكرة الجنة والنار ويكتفي بما في التناسخ من عقوبة وجزاء.
وأنتقل بك إلى الحديث عن العبادات الهندوسية والطقوس الدينية؛ حيث تحدد المصادر الهندوسية الهدف الأسمى للهندوسي، وتذكر أن غايته الوصول إلى الإله والفناء فيه، وترى أن هذا هو قمة السعادة للإنسان؛ ولذلك نجد الهندوسية توضح المنهج الأمثل لتحقيق هذا الهدف.
إن المنهج الهندوسي يشمل طقوسًا، وعبادات معينة، كما يشمل نظمًا وأخلاقًا، والعبادات في الهندوسية كثيرة، وهي أساس المنهج للوصول عادة، وأهمها ما يلي:
أولًا: الحج: وهو قصد أحد البلاد الطاهرة، أو أحد الأصنام المعظمة، أو أحد الأنهار المطهرة يغتسل الهندوسي بها، ويخدم الصنم، ويهدي إليه، ويكثر من التسبيح، والدعاء، ويتصدق للبراهمة، والسدنة، ويحلق رأسه، ولحيته والحج عند الهندوسيين تطوع، وفضيلة، وليس فرضًا ملزمًا.
وقد حددت النصوص الهندوسية الأماكن التي يحج إليها أو التي يحج إليه الهنود كما أنها أجازت الحج إلى أيِّ مكانٍ يوصف بفضيلةٍ ما في أيِّ وقتٍ كما أنهم يفضلون بعض الأماكن على غيرها، ومن المفضلة بلدة "بارانسي" وزهادهم يقصدونها، ويلازمونها، ويحرصون على أن تأتيهم أجيالهم فيها