هذا الحديث فلا كراهة. فما مضى نسلّم الأمر فيه لله ونقول قدّر الله وما شاء فعل والمستقبل نعد له عدته معتبرين بالماضي متجنبين الأسباب التي أدت إلى وقوع المكروه أو دفع المحبوب ولباب الحديث تقوية الإيمان والجد في الأعمال والاعتماد على الله وترك الأماني الباطلة والكلمات غير المجدية والأخذ فيما يفيد.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهمّ إنّي أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر وفتنة المحيا والممات» . [رواه مسلم (?) ] .
تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم بالله من أمور سبعة:
والفرق بينهما: أن العجز عدم القدرة والكسل: عدم انبعاث النفس للخير وقلة الرغبة فيه مع إمكانه وكلاهما داء يقعد الإنسان عن القيام بالواجبات ويفتح عليه أبواب الشرور وكما أن العمل والجد فيه مناط (?) السعادة في العاجلة (?) والقابلة (?) ، فكذلك العجز والتكاسل طريق الشقاوة وقد أمر القرآن بالعمل في مثل قوله تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (?) ، والقيام بالعمل يستدعي القدرة عليه والإنتفاع وإذا كان العمل واجبا كان الترك محرما والترك إما للعجز وإما للكسل ففي الآية ذم لهما فلذلك تعوذ منهما النبي صلى الله عليه وسلم وإبعاد العجز عن المرء إما بإدامة القدرة إن كانت موفرة أو بتيسير أسبابها إن كانت مفقودة.
والأول يتعلق بالنفس والثاني بالمال فمن فقد