الادب النبوي (صفحة 103)

هذا وللحديث بقية، فنذكر لك أصله- قال البخاري (?) : حدثنا مسلم، حدثنا شعبة، حدثنا سعيد بن أبي بردة، عن أبيه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جده أبا موسى ومعاذا إلى اليمن، فقال: «يسرا ولا تعسرا. وبشرا ولا تنفرا. وتطاوعا ولا تختلفا» ، قال أبا موسى: يا نبي الله إن أرضنا بها شرب من الشعير المزر (?) ، وشراب من العسل البتع (?) ... فقال: «كل مسكر حرام» فانطلقا. فقال معاذ لأبي موسى كيف تقرأ القرآن؟ قال: قائما، وقاعدا، وعلى راحلتي، وأتفوقه تفوقا- أي لا أقرأ وردي منه دفعة واحدة، ولكن أقرؤه شيئا بعد شيء في ليلي ونهاري، مأخوذ من فواق الناقة لأنها تحلب، ثم تراح حتى تدر، ثم تحلب- قال: أما أنا فأنام، فأقوم، وأنام فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، وضرب فسطاطا- بيتا من شعر- فجعلا يتواران فزار معاذ أبا موسى، فإذا رجل موثق، فقال: ما هذا؟ فقال أبو موسى: يهودي أسلم، ثم ارتد، فقال معاذ: لأضربن عنقه.

39- باب: إطعام الجائع وعيادة المريض

عن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني» . [رواه البخاري (?) ] .

اللغة:

العيادة: الزيارة، وكل من أتاك مرة بعد أخرى فهو عائد وقد اشتهرت العيادة في زيارة المريض حتى صارت كأنها مختصة به. والعاني: الأسير. وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا يعنو وهو عان. والمرأة عانية، والجمع عوان، ومنه الحديث: «اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم» أي أسراء أو كالأسراء.

الشرح:

في هذا الحديث طلب أمور ثلاثة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015