وللمؤلف ملهاة أخرى عنوانها: "البخيل المتبرج" وفيها يُصور نموذج البخيل الذي يظهر بمظهر المسرف، ليفوز بزيجة غنية فيبوء بالفشل، ولنفس المؤلف ملهاة ثالثة بعنوان: "البخيل الغيور" وفيها يسبب البخيل آلامًا جسيمة لامرأته الفاضلة التي يحبها، ويكتشف أن حب المال سبب بؤسه، ولكنه لا يستطيع أن يقلع عن آفته التي يشقى بها.
ومن النماذج الإنسانية العامة التي ذكرها الدكتور هلال كذلك نموذج الشخص الآثم في سلوكه حين يخلص في حبه؛ فيكون حبه بمثابة التكفير عن سيئاته السالفة، إذ يُصْبِح ذلك الحب سبيلًا لإظهار الفَضَائِل التي طغت عليها شرور المجتمع، ونظمه الظالمة، وتِلك قضية "رومانتيكية" عامة يقصد "الرومانتيكي" بها إعذار الفرد فيما يرتبك من آثام، إذا دفعته شرور المجتمع إلى ارتكابها.
وقد بَلَغ النّموذج ذورته الفنية لدى "الإسكندر دوما" الابن في قصته "غادة الكاميليا" ثم في مسرحيته التي تحمل نفس الاسم؛ فصار نموذجًا أوربيًّا عامًّا، حاكاه المؤلفون في المسرحيات التمثيلية، والمسرحيات الغنائية.
وقد ظلت القضية رومانتيكة في مسرحية "الإسكندر دوما" السابقة، على الرغم من طابعها الواقعي في تصوير العادات والتقاليد، وفي التعمق في جوانب الواقع الأليم، وفي الشعر الغنائي كذلك نماذج لبغايا تستثيره العطف؛ لأنهن سقطن ضحايا البؤس والفقر كما يقول "ألفريد ديموسيه" يصف بؤس واحدة من هؤلاء: "أيها الفقر أيها الفقر، انظر لقد أقامت الصلاة قبل نومها هذا المساء، وما ادعت يا إلهي العظيم، وهذه هي تحت ستائر العار، في هذا المأوى المفزع، وفي سرير الضعف تعطي أمها حين تعود إلى مسكنها ما كسبته هناك، ولا ترثين لها أنتن