بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الرابع عشر

(الصياغة الفنية التابعة للأجناس الأدبية)

الصياغة الفنية للموشحات والأزجال

فنقول: الموشحات والأزجال: جنسان شعريان اشتهرت بهما الأندلس، وكانا يدوران في كثير من نماذجهما حول الغزل، كما كانا يخرجان على نظام العروض والقافية التقليدي، الذي يجري على وتيرة واحدة وزنًا وقافية من أول القصيدة إلى نهايتها حسبما هو معروف.

ويتركب كل موشح من وحدتين تتكرران عددًا من المرات، وحدة يبدأ بها الموشح في العادة، وتسمى قُفلا، فإذا لم يبدأ بها وبدأ توًّا بالوحدة التالية سُمِّي الموشح أقرع، وهذه الوحدة الثانية تسمى غصنًا، ويتكون الموشح النموذجي في العادة من ستة أقفال، تَحْصر بينها خمسة أغصان، ولكنّ المُوشح غير ملزم بذلك إن شاء أن يزيد، وإن شاء أن ينقص. واجتماع القفل والغصن التالي له يُسمى دورًا، وبعضهم يسميه بيتًا؛ فالموشح النموذجي على هذا الأساس يتكون من خمسة أدوار أو أبيات، وقفل ختامي يدعونه الخرجة، ولكن الأقرع يشذ عن ذلك لأن أحد أقفاله ساقط. وللوَشَّاح أن يجعل عدد أجزاء القفل أو أجزاء الغصن حسبما يُريد، وأهم ظاهرة في التوشيح من حيث النغمة قيام القفل أحيانًا على وزن، وقيام الغصن على وزن آخر؛ فتسير الموشحة في وزنين، والغالب أن يتفق القفل والغصن في الإيقاع العام. وقد يختار الوشاح وزنًا مباشرًا من أوزان القصيد فينسج عليه موشحته مثل:

أيها الساقي إليك المشتكى ... قد دعوناك وإن لم تسمع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015