فمشَى في الأرض ... يهدي ويسب الماكرينا

ويقول: الحمد لله ... إله العالمينا

يا عباد الله توبوا ... فهو كهف التائبينا

وازهدوا في الطير ... إن العيش عيش الزاهدينا

واطلبوا الديك يؤذن ... لصلاة الصبح فينا

فأتى الديك رسول ... من إمام الناسكينا

عرض الأمر عليه ... وهو يرجو أن يلينا

فأجاب الديك عذرًا ... يا أضل المهتدينا

بلغ الثعلب عني ... عن جدود الصالحينا

عن ذوي التيجان ممن ... دخل البطن اللعينا

أنهم قالوا وخير القول ... قول العارفينا:

مخطئ مَن ظن يومًا ... أن للثعلب دينا

وهناك من حكايات شوقي ما استقى موضوعها من مصدر عربي قديم، كما نرى في حكاية "الصياد والعصفورة"، فهذه الحكاية قد أوردها ابن عبد ربه في (العِقد الفريد) في كتاب "الجوهرة في الأمثال" تحت عنوان: مثل في الرياء وتتميز الخرافة عند شوقي إلى جانب تنوع موضوعاتها إلى كثير من السمات الفنية في صياغته لتلك الموضوعات، وأول ما نلاحظه من تلك السمات روح الفكاهة التي أضفاها على الخرافة، والتي تعكس جانبًا أصيلًا في شخصيته، فقد كانت لشوقي خصائص في إخوانه تفيض بأبدع وأرقى أنواع الفكاهة، كما كانت قصائده الجدية لا تخلو من بيت أو أبيات فُكاهية، ويعتبر عباس محمود العقاد هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015