ترجع الأسس العامة لإدارة البلدان إلى ما بعد فتح مكة (سنة 8 هـ) ؛ إذ امتدت دولة الإسلام تدريجيّا إلى المناطق المجاورة إلى أن شملت مكة ثم بلاد الحجاز والجزيرة العربية كافة.
كان للرسول صلّى الله عليه وسلم الرئاسة العامة في أمور الدين والدنيا (?) ، وسلطاته الإدارية تشمل الدولة كلها فيما يتعلق بتحديد الأهداف ورسم السياسات العامة.
لقد شارك الرسول صلّى الله عليه وسلم في إدارة الدولة مجموعة من خيرة الصحابة الذين يشهد لهم بالعقل والفضل والبصيرة، واختير هؤلاء الرجال من أولئك السابقين إلى الإسلام والذين لهم نفوذ وقوة في أقوامهم، وجاء في مقدمة هؤلاء العاملين في الميدان الإداري سبعة من المهاجرين وسبعة من الأنصار (?) ، ويلاحظ أن بعض المصادر أطلقت عليهم اسم النقباء (?) ، في حين أطلق عليهم بعض المحدثين اسم «مجلس الشورى» أو «مجلس النقباء» (?) ، ويبدو أن إطلاق هذا المصطلح جاء متأخرا. فلم يكن هناك مجلس ثابت له قواعد ومواعيد محددة، فكان النبي صلّى الله عليه وسلم يستشير (?) الواحد بالرأي فيراه صوابا فيأخذ به، وإن كان يخالف رأيه كما حصل مع حباب بن المنذر (ت 20 هـ) في اختيار موقع القتال في بدر (2 هـ) (?) وكما أشار سلمان الفارسي (ت 35 هـ) على رسول الله صلّى الله عليه وسلم