الإدارية عليهم، إذ كان يولي مظالم الرعية اهتماما بالغا.
أنشأ النبي صلّى الله عليه وسلم جهازا كبيرا من الكتاب، وقسمهم إلى مجموعات تخصصية لمواجهة متطلبات الدولة الناشئة.
إن الدولة ممثلة بالرسول صلّى الله عليه وسلم هي الجهة المسؤولة عن تنفيذ الأحكام الخاصة بالمال، بالطرق والأساليب التي تراها محققة للمصلحة.
أنشأ النبي صلّى الله عليه وسلم جهازا إداريّا لجمع الأموال المستحقة وحفظها وتوزيعها على أصحابه، وكان يخضع هؤلاء للرقابة والمحاسبة المركزية المستمرة.
اهتم النبي صلّى الله عليه وسلم بتنظيم أمور الزراعة، والتجارة، والصناعة من خلال سنّ التشريعات اللازمة لتنظيم شؤونها.
كان يتمّ تجهيز المقاتلة في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلم عن طريق تبرع المجاهدين أنفسهم، وتبرعات الأغنياء من الصحابة، أو عن طريق استعارة الأسلحة أو شرائها، وكان للغنائم وعقود الصلح دور كبير في تجهيز المقاتلة بالطعام والكساء والسلاح.
عرف المسلمون في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلم نوعا من التسلسل في الرتب القيادية، فمن العرّيف إلى النقيب، فأمير السرية حتى الوصول إلى أمير المقاتلة جميعهم.
لقد اهتم النبي صلّى الله عليه وسلم بوضع الخطط للقتال بالاستفادة من طبيعة الأرض والظواهر الجوية، والتكتم، والعيون للوصول إلى الهدف المنشود وهو النصر على الأعداء.
إن القضاء في الإسلام يستمد قوته من الدولة في إلزام المتخاصمين بالتحاكم إليه، وفي تنفيذ أحكامه، حيث منعت الشريعة أصحاب الحقوق من استيفائها بأنفسهم وقوتهم الشخصية.
إن ولاية القضاء لم تفصل في عهد النبي صلّى الله عليه وسلم عن غيرها من الولايات الاخرى؛ نظرا لقلة القضايا، وصغر حجم الدولة والطبيعة البدوية البسيطة للمجتمع.
امتاز القضاء في هذه الفترة باستقلال القاضي في الحكم، حيث لم يقيد النبي صلّى الله عليه وسلم أحدا ممن ولّاه القضاء بشيء معين سواء كانت التولية ضمن الولاية العامة أو في قضية خاصة، فقد قال لحذيفة: «اذهب فاقض بينهم» .
تقوم أركان المحكمة على القاضي والشهود، وليس هناك كتبة أو موظفون؛ لبساطة نظام الإسلام، وعدم وجود تعقيد في البداية.
عرف السجن في زمن الرسول صلّى الله عليه وسلم- بمعناه الشرعي- وذلك بحبس المتهم في مكان ضيق، وقد ثبت بالسنة العملية مشروعية السجن حال الاتهام حتى يتجلى الأمر وتتضح الحقيقة.