في غزوة ذات الرقاع (?) وفي الحديبية (?) .
أما التعبئة في أثناء القتال فتكون بأن يصطف المقاتلة بعضهم إلى جانب بعض وهو ما يسمى (بنظام الصفوف) (?) وكان العرب قبل الإسلام يتبعون «نظام الكرّ والفر» ولكن الإسلام أبطل هذا النظام؛ لأنه لا يتناسب وعقيدة المسلم (?) ، يقول ابن خالدون (ت 808 هـ) : «إذا نظرنا إلى القتال بأسلوب الكر والفر نجد أنه مدعاة للهزيمة والفشل» (?) ؛ ولذا فقد جعل الإسلام الفرار من الزحف من الموبقات السّبع (?) ؛ لأنه يؤدي إلى إحداث فوضى في نظام الصف للجيش كله، وقد يتسبب في الهزيمة؛ ولذلك قال الله تعالى: وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ ... [الأنفال: 16] .
كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يسوّي الصفوف حتى يدعها كالقدح أو الرقيم (?) ، ففي بدر (2 هـ) طعن النبي صلّى الله عليه وسلم في بطن سواد حيث كان خارجا عن الصف قال له: «استو يا سواد» (?) ، وفي أحد (3 هـ) جعل النبي صلّى الله عليه وسلم يمشي على رجليه يسوي الصفوف ويبوئ المؤمنين مقاعد للقتال، حتى إنه ليرى منكب الرجل خارجا فيؤخّره حتى أقامها كالقدح فلم يزل منكب عن منكب (?) في حين كان النبي صلّى الله عليه وسلم يعين وازعا أحيانا يقوم بهذا العمل كما حصل في غزوة الفتح (?) .
استعمل النبي صلّى الله عليه وسلم نظام الصف في معركة بدر (?) وأحد (?) وفي غزوة