الرجوع إلى القائد الأعلى للمقاتلة.
وكان على الأمير أن يقوم بالعناية بجنده والرفق بهم في المسير وعدم تكليفهم فوق طاقتهم، فكان الرسول صلّى الله عليه وسلم في أثناء سير المقاتلة يتقدم مرة ويتأخر مرة أخرى لينظر في أمورهم فيساعد المتأخر ويردف الراجل ويعفي الضعيف (?) .
وكان عليه أيضا أن يشرف على عدة القتال والات الحرب (?) وحال الجند، كما عليه أن يستشيرهم في المواقف الحرجة كما فعل النبي صلّى الله عليه وسلم في بدر (?) ، وأحد (?) ، والخندق (?) ، وغيرها في المعارك.
ويقوم الأمير بإثارة حماس جنده وتشجيعهم على القتال، وترد في ذلك إشارة في القران حيث قال الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ..
[الأنفال: 65] وقد قام النبي صلّى الله عليه وسلم بتحريض أصحابه على القتال في بدر (?) وقام أمراؤه بنفس الدور، فقد حرض عبد الله بن رواحة (ت 8 هـ) جنده في مؤتة فقال: «والله يا قوم إن الذي تكرهون لهو الذي خرجتم تطلبون.. الشهادة» (?) وقال راجزا:
أقسمت يا نفس لتنزلنّه ... تنزلن أو لتكرهنّه
إن أجلب الناس وشدوا الرنّه ... ما لي أراك تكرهين الجنّة (?)
كان الأمير يتخذ مقرّا لقيادته في ساحة المعركة فقد أشار سعد بن معاذ (ت 5 هـ) على رسول الله صلّى الله عليه وسلم في بدر أن يا بني له عريشا، فكان ذلك (?) وكان النبي صلّى الله عليه وسلم يأوي إلى هذا العريش في حالة الراحة أو قبل بداية المعركة، أما في أثناء القتال فكان النبي صلّى الله عليه وسلم يباشر القتال بنفسه كما هو واضح من سيرته في أحد (?) وحنين (?) ، واتخذ الرسول صلّى الله عليه وسلم قبة من أدم في الخندق يأوي إليها عند انتهاء نوبة حراسته (?) وكذلك فعل