ابن زيد عندما وجهه في غزوة للشام فقال له: «.. وخذ معك الأدلاء» (?) .
لقد كان هؤلاء الأدلاء يقومون بدور كبير في توفير المعلومات، وتحديد مسير الجيش، ومعرفة أماكن الكلاء، فذكر ابن إسحاق (ت 151 هـ) أن الرسول صلّى الله عليه وسلم عندما علم بخبر اجتماع قريش له في أثناء مسيره إلى الحديبية (سنة 6 هـ) سأل أصحابه:
«من رجل يخرج بنا عن طريقهم التي هم فيها» (?) .
ولقد أفاد النبي صلّى الله عليه وسلم من بعض المتعاونين من الأعداء، فاتخذهم أدلاء له مقابل فوائد يأخذونها، فقد استخدم حسيل بن نويرة الأشجعي دليلا له إلى خيبر مقابل إعطائه عشرين صاعا من التمر (?) ، واستخدم أبا سلمة بن عبد الأسدي دليلا من بني أسد وأعطاه نصيبا من المغنم»
، كما تكرر هذا في مسيرة العلاء بن الحضرمي (ت 14 هـ) إلى الخط على الساحل حيث جاء نصراني ودله على مخاضة يعبر منها إلى مقصده، واشترط أن يعطى مقابل ذلك أهل بيت هناك (?) .
وكان وظيفة «الحاشر» وظيفة أخرى مساعدة، وهو شخص يرافق المقاتلة إلى جهات القتال، وتكون مهمته حشر الجند. يقول الشيباني (ت 189 هـ) : واستعملوا حاشرا لئلّا يتخلفوا عن اللحق بأول الجيش» (?) . وهذه الوظيفة ذات أهمية كبيرة ولا سيما عندما يكون عدد الجند كبيرا.
قام النبي صلّى الله عليه وسلم بدور «الحاشر» في بعض الغزوات، فكان في أثناء سيره مع المقاتلة يتقدم مرة ويتأخرة مرة «لينظر في أمورهم، فيساعد الجند المتأخر، ويردف الراجل، ويعفي الضعيف» (?) ولذا قال الهرثمي (ت 234 هـ) : «ليكن خلف ساقتك رجل جلد في قوة من أصحابه، يحشر الجند إليك، ويلحقهم بك، ولا يرضى لأحد منهم