صانعه يحتسب في صنعه الخير، والممد به، والرامي به» (?) . وقال: «ارموا واركبوا ولأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا» . وقال: «من ترك الرمي بعدما علّمه فقد كفر الذي علّمه» (?) .
وقد وجه النبي صلّى الله عليه وسلم المسلمين وحفزهم على صناعة الرماح فقال: «بهذا القوس وبرماح القنا يمكّن الله لكم في البلاد وينصركم على عدوكم» (?) وقال: «ما سبقها- أي الرماح- سلاح إلى خير قط» (?) ، وقد حث الرسول صلّى الله عليه وسلم على المحافظة عليه وإجادته حتى في غير أوقات الحرب فقال: «ستفتح لكم الأرض وتكفوا المؤونة، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه» (?) .
واشتهرت صناعة السيوف والخناجر، وكان الصحابة يشحذون سيوفهم بالحجارة (?) ، في حين استعمل النبي صلّى الله عليه وسلم الدبابة في الهجوم وأرسل اثنين من الصحابة إلى جرش لكي يتعلموا صناعة الدبابات (?) ، وبالفعل استطاع هؤلاء صناعة أول دبابة فاستعملها النبي صلّى الله عليه وسلم في حصار الطائف (?) .
ومن الصناعات المشهورة في زمن الرسول صلّى الله عليه وسلم صناعة «الحدادة» ، فيذكر البخاري (ت 256 هـ) أن خباب بن الأرت (ت 37 هـ) عمل حدادا في مكة (?) ، ومما يدل على كثرة الحدادين في هذه الفترة أن النبي صلّى الله عليه وسلم لما فتح خيبر أحضر معه منها ثلاثين حدادا، وكان هؤلاء يقومون بصناعة ما يحتاج إليه الناس في حياتهم اليومية (?) .
وكان هناك من يعمل «بالصياغة» واشتهر بذلك يهود بني قينقاع، يتضح هذا من