الأخماس على المقاتلين باستثناء الأنصار. وأعطى النبي صلّى الله عليه وسلم بعض المؤلفة قلوبهم من الخمس (?) .
ويلاحظ أن مصلحة الأمة المسلمة كانت العامل الأول المتبع في توزيع غنائم حنين، فقد أراد النبي صلّى الله عليه وسلم أن يستميل قلوب رجالات قريش الذين أسلموا حديثا، كما أراد أن يستميل قلوب زعماء القبائل، من أمثال الأقرع بن حابس (ت 31 هـ) وأبي سفيان بن حرب (ت 32 هـ) وغيرهم (?) .
أما الذين يأخذون من أموال «الغنيمة والفيء» من غير المحاربين، فكانوا عدة أصناف، منهم النساء والصبيان والعبيد، فذكر ابن إسحاق (ت 151 هـ) أنه شهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم خيبر (7 هـ) نساء من نساء المسلمين فرضخ لهن (?) ، وقال عمير مولى أبي اللخم: «شهدت خيبر وأنا عبد مملوك، لما فتحها النبي صلّى الله عليه وسلم أعطاني سيفا، فقال:
تقلد هذا، وأعطاني من فرث المتاع ولم يضرب لي بسهم» (?) .
وكان للشهداء نصيب من غنيمة الغزوة التي شاركوا فيها يعطى لذريتهم، فقد ضرب الرسول صلّى الله عليه وسلم لمن استشهد في بدر (2 هـ) من الغنيمة؛ منهم سعد بن خيثمة ومن ذلك يقول ابنه عبد الله: «أخذنا سهم أبي الذي ضرب له رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين قسم الغنائم، وحمله إلينا عويمر بن ساعدة» (?) ، وضرب الرسول صلّى الله عليه وسلم لرجلين قتل أحدهما ومات الاخر لكل منهما بسهم في غنائم بني قريظة (5 هـ) (?) ، وأسهم لرجل من المسلمين قتل بخيبر (?) ، يقول الأوزاعي (ت 157 هـ) : «إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أسهم لرجل من المسلمين قتل بخيبر فاجتمعت أئمة الهدى على الإسهام لمن مات أو قتل» (?) .