(فَصْلٌ) لَمَّا صَعِدَ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مِنْ وَاسِطَ إلَى بَغْدَادَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ خُلِعَ عَلَيْهِ وَجَلَسَ لِلنَّاسِ يَوْمَ السَّبْتِ وَأَحْسَنَ الْكَلَامَ وَكَانَ مِمَّا أَنْشَدَهُ قَوْلُ الرَّضِيِّ الْمُوسَوِيِّ:
لَا تُعْطِشْ الرَّوْضَ الَّذِي نَبْتُهُ ... بِصَوْبِ إنْعَامِك قَدْ رُوِّضَا
لَا تَبْرِ عُودًا أَنْتَ رَشَيْتَهُ ... حَاشَا لِبَانِي الْمَجْدِ أَنْ يَنْقُضَا
إنْ كَانَ لِي ذَنْبٌ تَجَرَّمْته ... فَاسْتَأْنِفْ الْعَفْوَ وَهَبْ مَا مَضَى
قَدْ كُنْت أَرْجُوك لِنَيْلِ الْمُنَى ... فَالْيَوْمَ لَا أَطْلُبُ إلَّا الرِّضَا
ثُمَّ أَنْشَدَ أَيْضًا:
شَقِينَا بِالنَّوَى زَمَنًا فَلَمَّا ... تَلَاقَيْنَا كَأَنَّا مَا شَقِينَا
سَخِطْنَا عِنْدَمَا جَنَتْ اللَّيَالِي ... وَمَا زَالَتْ بِنَا حَتَّى رَضِينَا
وَمَنْ لَمْ يَحْيَ بَعْدَ الْمَوْتِ يَوْمًا ... فَإِنَّا بَعْدَمَا مِتْنَا حَيِينَا.