وَقَالَ آخَرُ:
اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ جِيرَانًا تُجَاوِرُهُمْ ... لَا تَصْلُحُ الدَّارُ حَتَّى يَصْلُحَ الْجَارُ
وَقَالَ آخَرُ:
يَلُومُونَنِي إذْ بِعْت بِالرُّخْصِ مَنْزِلًا ... وَلَمْ يَعْرِفُوا جَارًا هُنَاكَ يُنَغِّصُ
فَقُلْت لَهُمْ كُفُّوا الْمَلَامَ فَإِنَّهَا ... بِجِيرَانِهَا تَغْلُو الدِّيَارُ وَتَرْخُصُ
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: إلَى جَنْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مُنَافِقٌ يُؤْذِيه وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مِنْ حَقِّ الْجَارِ أَنْ تَبْسُطَ إلَيْهِ مَعْرُوفَك وَتَكُفَّ عَنْهُ آذَاك وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلْعَبَّاسِ مَا بَقِيَ مِنْ كَرَمِ إخْوَانِك؟ قَالَ الْإِفْضَالُ عَلَى الْإِخْوَانِ، وَتَرْكُ أَذَى الْجِيرَانِ قَالَ الشَّاعِرُ:
سُقْيًا وَرَعْيًا لِأَقْوَامٍ نَزَلْتُ بِهِمْ ... كَأَنَّ دَارَ اغْتِرَابِي عِنْدَهُمْ وَطَنِي
إذَا تَأَمَّلْت مِنْ أَخْلَاقِهِمْ خُلُقًا ... عَلِمْت أَنَّهُمْ مِنْ حِلْيَةِ الزَّمَنِ
وَقَالَ آخَرُ:
إذَا مَا رَفِيقِي لَمْ يَكُنْ خَلْفَ نَاقَتِي ... لَهُ مَرْكَبُ فَضْلٍ فَلَا حَمَلَتْ رَحْلِي
وَلَمْ يَكُ مِنْ زَادِي لَهُ نِصْفَ مِزْوَدِي ... فَلَا كُنْت ذَا زَادٍ وَلَا كُنْت ذَا رَحْلِ
شَرِيكَيْنِ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ وَقَدْ أَرَى ... عَلَيَّ لَهُ فَضْلًا بِمَا نَالَ مِنْ فَضْلِي
وَقَالَ آخَرُ:
نَزَلْتُ عَلَى آلِ الْمُهَلَّبِ شَائِنًا ... غَرِيبًا عَنْ الْأَوْطَانِ فِي بَلَدٍ مَحْلِ
فَمَا زَالَ بِي إكْرَامُهُمْ وَافْتِقَادُهُمْ ... وَبِرُّهُمُو حَتَّى حَسِبْتُهُمُو أَهْلِي
وَذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: ثَلَاثٌ إذَا كُنَّ فِي الرَّجُلِ لَمْ يُشَكَّ فِي عَقْلِهِ وَفَضْلِهِ: إذَا حَمِدَهُ جَارُهُ وَقَرَابَتُهُ وَرَفِيقُهُ. كَدُرَ الْعَيْشِ فِي ثَلَاثٍ: الْجَارِ السَّوْءِ، وَالْوَلَدِ الْعَاقِّ، وَالْمَرْأَةِ السَّيِّئَةِ الْخُلُقِ.
ثَلَاثَةٌ لَا يَأْنَفُ الْكَرِيمُ مِنْ الْقِيَامِ عَلَيْهِنَّ: أَبُوهُ وَضَيْفُهُ وَدَابَّتُهُ وَيَأْتِي هَذَا الْمَعْنَى فِي مُخَالَطَةِ السُّلْطَانِ قَبْلَ فُصُولِ اللِّبَاسِ