فَانْظُرْ إلَى حَنِينِهِ إلَى أَوْطَانِهِ وَتَشَوُّقِهِ إلَى إخْوَانِهِ وَبُكَائِهِ عَلَى مَا مَضَى مِنْ زَمَانِهِ ".
قَالَ عُتَيْبَةُ الْأَعْوَرُ:
ذَهَبَ الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ ... وَبَقِيت فِيمَنْ لَا أُحِبُّهْ
إذْ لَا يَزَالُ كَرِيمُ قَوْمٍ ... فِيهِمْ كَلْبٌ يَسُبُّهْ
وَقَالَ مَنْصُورٌ الْفَقِيهُ:
يَا زَمَانًا أَوْرَثَ ... الْأَحْرَارَ ذُلًّا وَمَهَانَهْ
لَسْت عِنْدِي بِزَمَانٍ ... إنَّمَا أَنْتَ زَمَانَهْ
وَقَالَ آخَرُ:
فَسَدَ الزَّمَانُ وَزَالَ فِيهِ الْمُقْرِفُ ... وَجَرَى مَعَ الْفَرَسِ الْحِمَارُ الْمُوكَفُ
كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ ذَهَبَ النَّاسُ فَلَا مَرْتَعَ وَلَا مَفْزَعَ وَلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ:
ذَهَبَ الرِّجَالُ الْمُقْتَدَى بِفِعَالِهِمْ ... وَالْمُنْكِرُونَ لِكُلِّ أَمْرٍ مُنْكَرِ
وَبَقِيت فِي خَلَفٍ يُزَيِّنُ بَعْضُهُمْ ... بَعْضًا لِيَأْخُذَ مُعْوِرٌ عَنْ مُعْوِرِ
وَلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ ثَعْلَبَةَ:
مَضَى زَمَنُ السَّمَاحِ فَلَا سَمَاحُ ... وَلَا يُرْجَى لَدَى أَحَدٍ فَلَاحُ
رَأَيْت النَّاسَ قَدْ مُسِخُوا كِلَابًا ... فَلَيْسَ لَدَيْهِمْ إلَّا النُّبَاحُ
وَأَضْحَى الظَّرْفُ عِنْدَهُمْ قَبِيحًا ... وَلَا وَاَللَّهِ إنَّهُمْ الْقِبَاحُ
نَرُوحُ وَنَسْتَرِيحُ الْيَوْمَ مِنْكُمْ ... وَعَنْ أَمْثَالِكُمْ قَدْ يُسْتَرَاحُ
إذَا مَا الْحُرُّ هَانَ بِأَرْضِ قَوْمٍ ... فَلَيْسَ عَلَيْهِ فِي هَرَبٍ جُنَاحُ
وَقَالَ آخَرُ:
ذَهَبَ الْوَفَاءُ ذَهَابَ أَمْسِ الذَّاهِبِ ... فَالنَّاسُ بَيْنَ مُخَاتِلٍ وَمُوَارِبِ